السبت، 10 مايو 2014

قلبى وداعاً





فى حياتنا قد نلتقى أشخاصاً اعتدنا منهم العطاء ولا شئ إلا العطاء فظننا خطاً أنهم معين لاينضب ونبع فياض يروى كل ذى حاجة...فإذا ما انحسر العطاء لبعض الوقت أو أشرف المعين على الجفاف وأوشكت شمس العطاء على الأفول ولى القريب قبل الغريب....لنترك هؤلاء يتجرعون مرارة الوحدة...لأننا لم نعرفهم إلابما أعطوا...
والأن ماذا تختار لنفسك..أن تعطى دون مقابل؟أن تعطى ولا تكون لك حاجة؟إن فعلت فعليك أن تحدد إلى أى الفئتين تنتمى؟ هؤلاء الذين يعطون لأنهم تصالحوا مع أنفسهم والعطاء هنا من الإيثار؟ فهم يعطون عباد الله ابتغاء مرضاة الله....وهذه درجة عالية من النضج والتصالح مع الذات....وهناك من يعطى وهو ينتمى إلى الفئة الثانية إنه من أشد الناس احتياجاً للأخر لكنه تجرع الإحباط كؤساً فآثر العيش واهماً بأن الأخرين هم من يحتاجون إليه فسمح لهم باستغلاله بل والإساءة إليه أحياناً ليشعر دائماً أنه المعطاء وهم أصحاب المصالح...فتنهار قوته بين الحين والحين ويطل عليه الاكتئاب والحزن ملقياً بظلاله التى تعكر دائماً صفو حياته...فينزوى ويعتزل العطاء لأنه يدرك استغلال الأخر لضعفه.. فلا هومعطاء يؤثر على نفسه... ولاهو بغنى عن الأخر ليحيا بثقة تحميه من الإحباط فى العلاقات مع الأخرين....لكن على أى حال علينا أن نعى دائماً أن من أعطانا ويعطينا هو بشرو فى وقت ما يحتاج إلى عطائنا فلنتعلم كيف نبصر الأخر بعين تعانق القلوب وترى ما تهفو إليه من مشاعر.

ولنتصور من أعطى بدون مقابل لينكر احتياجه الشديد للأخرين ماذا يعانى إذا واجه مشاعر الإحباط؟

أنا نفسى مرة
ألاقى صاحبى
يحس بيا
لو بس مرة تفتكرنى
وألتقيك تسأل عليا
ده أنا ياما شلت
هموم كثير
جوه قلبى كان لقاكم
الصغير والكبير
قلبى بيسأل فين أنا؟
لو غبت عنكم يوم يومين
أو قلبى تاه عنكم سنة
حتشوفوا غيره
ويكون مصيره
يعيش وحيد
ياريته جاور السعيد
ولاشال هموم الكذابين
وقت أما كانوا محتاجين
قلبى انجرح عمال يدور
فين يلتقى طبيب مداوى
قولوا له بس
يروح لمين؟
الله يسامحهم ويسامحنى
قلبى أنا كنت السبب
أنا ياما قلت إنك حمول
أتاريك بتبكى
وياما كان نفسك نقول
أنا فين ألاقى؟
قلب تانى يضمنى؟
وعيون تشوفنى
تفتكرنى..تحسنى
قلبى سامحنى أبوس إيديك
خلاص حرمت أدوس عليك
قلبى حاأقولك بأوعدك
أنا عن آهاتى حأبعدك
مالنهاردة خلاص فارقنى
مش كل لحظة تفتكر
تقعد تبكت وتضايقنى
مهما اللى كان فيا اتعمل
وكان آهرنى أو خانقنى
أنا برضه لازم أعترف
إنى عملت شجيع همام
لاعمرى بأحزن وأنجرح
ويقولوا مالك ؟ أبتسم
ده أنا فى التمام
دورهم كتبته وكملوه
لانسيوا كلمة واللا جملة
أو زهقوا منه أو سابوه
حقيقى فعلاً يشكروا
أدوا الرواية فى انسجام
بإيدى ظبت السيناريو
لا ليا كلمه أو ملام
بس الرواية بتنتهى
والوهم كان فيها البطل
خلص روايته وقال سلام

د. نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق