الجمعة، 9 مايو 2014

أنماط الارتباط والعلاقة الزوجية:







 
نلتقى فى حياتنا أحياناً أنماطاً من البشر نتعجب من حالهم....يدعون حبهم لنا وإخلاصهم لكن نشعر أحياناً بابتعادهم وربما رغبتهم فى الانزواء والعزلة بعيداً عنا ..نشعر معهم أحياناً بالملل من فرط التصاقهم بنا وإلحاحهم...نشعر بغيرتهم من علاقاتنا الإجتماعية بغيرهم...نشعر بقلقهم من فكرة فقداننا ونشعر برغبتهم فى محونا من حياتهم فى أوقات أخرى...إنه أحد أنماط الارتباط المرضى الذى يعانى صاحبه من فقدان مشاعر الأمان نتيجة لحرمانه منها مبكراً فى حياته الأسرية...إنه لايعرف كيف يرتبط بالأخر...إنه يتمنى علاقة أبدية لاتنتهى حتى يشعر بالأمان إن الصور المهزوزة للأخر والتى تكونت فى داخله من أبوين افتقدا القدرة على دعم مشاعر الأمان فى الطفولة تؤثر طوال الوقت فى علاقاته بالأخرين فى حياته...إنها تؤثر فى اختيار شريك الحياة وتؤثر فى الحياة الزوجية بوجه عام ...إن من يعانى يسعى للالتصاق طوال الوقت بالأخر إنه يريد الكلمات العاطفية طوال الوقت والإيماءات وتنفيذ كل مطالبه ليتأكد من الحب...إنه يريد طوال الوقت وثيقة يوقعها الأخر بأنه لن يهجره...إنه يخشى هجر الأخر أو غيابه إنه يود لو أن يرتبطا معاً فى رباط أشبه بالحبل السرى فى علاقة أبدية....وبما أن هذا لن يتحقق فيعود أحياناً إلى القطب الأخر فى حالة أشبه بالمد والجزر ففى حالة المد يحدث فيضان من العاطفة...حالة من الإفراط فى المشاعر مع رغبة شديدة فى أن يجد ما يقابلها من الطرف الأخر إنها حالة من النهم العاطفى ليس من السهل إشباعها...وبما أنه لا يشعر بالإشباع أو لأن القلق يسيطر عليه من وساوس الهجر الملحة فيحدث الانحسار تدريجياً إنها بداية الجزر....إنه الانسحاب والرغبة فى العزلة...سأهجرك قبل أن تهجرنى...بيدى لا بيد عمرو...
دعونا نتخيل أو نفترض جدلاً أن صاحب هذا الاضطراب قد أدرك ما هو عليه بالرغم من أنه أمر نادر الحدوث لأنه شديد الإيلام على المرء أن يكتشف مثل هذه الحقيقة ...ماذا يمكن أن يقول للأخر؟ 



قول إن إنت مش حتسيبنى
إنك دايماً حتكون جنبى
حضنك وقت الخوف ألاقيه
أرمى همومى وأجرى عليه
فيه أدارى مالمجهول
دايماً أشوفك سيد الكل
ده إحساسى
اللى فى قلبى
مش حتكل...تملى حمول
لكن إيه خلاك تؤلمنى
ألمح عينك عايزة تقولى
إنك ممكن يوم تهجرنى
أنا عالهجر ما بأقدر ثانية
أغرق أتوه فى بحار الدنيا
آه لو أرجع تانى صغير
والأيام الضايعة تعود
وألقى حنانك ماله حدود
أيوه تاخدنى فى حضنك تانى
أنسى وأنام
ويروق لى زمانى
بس الخوف من بكرة مالينى
خايف لحظة تعدى على
من غير ما ألمح طيفك جنبى
وألقى الكل جاى يواسينى
فى المرحوم اللى اسمه كيانى
جاية الناس بدرى تعزينى
أصل كيانى انهار من غيرك
لما الهجر يطوف بخيالك
برضه حأسامحك
حالى ياصاحبى ده مش ذنبك
أيوه حأقولك كتر خيرك
بس اسمعنى
جاى أقول وبكل شجاعة
سر حياتى
أصل الماضى كتب بأقلامه
الموجود منها والأتى
بقى معقولة أو تتصور؟
تيجى تشوف أو لما تدور؟!
تلقى حقيقتى إزاز مشروخ؟!
شايفه ملون
بس اللون ده شوية منظر
أنا مش حأرجع تانى أقول
إوعى تسيبنى وتعذبنى
أنا بأتمنى شيئ جوايا
وقت ما أعوذه يبقى معايا
خليك جنبى شوية وحأقدر
أصل حكايتى لازمها نهاية




د.نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق